على
الرغم من اصراري الشديد على ان لا اقحم نفسي بامور السياسه في السابق الا اني قد
اجد نفسي اليوم أول المتابعيين لها لقد كنت دوماً ذلك الشخص الاناني الذي يقول لنفسه
وما دخلي انا في ذلك انا لا أهتم أبداً بمن يحكمني لاطالما أنا بخير وقادره على
فعل ما أشاء بنفسي فلا احد يستطيع تقيدي عن ما اريد ولكن في الحقيقه لم يكن الامر
كما تصورت فهناك الكثير من أبناء أمتي لا يملكون حتى قوت يومهم وعلى الجانب الاخر
هناك من يسرق اموالهم وحقوقهم ويمنعهم من حرياتهم في التعبير او حتى في المطالبه
بحقوقهم في رايي لقد كانت تلك الثوره ضروريه لكي تنهض أمتنا من جديد ولتتقدم بين
الامم ولكن من أجل تلك الثوره مات الكثير والكثير من أبناء أمتي ومازالوا يقتلوا
حتى الان لم أتصور ابدا في حياتي أن أعيش في بلد قد شنت حرباً على شعبها والادهى
والامر في ذلك ان من يقتلك هو ابن بلدك فليس الامر وكان اسرائيل قد احتلت موطنك أن
الامر حقا مؤلم فعلى الاقل الكافر سوف يستبيح دمائك دون ان يشعر باي ذنب يذكر ولكن
من يقتل في اطفال لم يتجاوز عمرهم الرابعه عشر كيف لهم ان يسامحوا أنفسهم في الحقيقه منذ عدة ايام رايت المتظاهريين
بالقرب من منزلي وهم ملاحقيين بالدبابات والرصاص الحي وكان في تلك المسيره ما
يقارب عن الثمانيه اشخاص من عائلتي ان رؤيه ذلك امام عينيك ليس بالامر الهين ابدا
لقد ظللت ادعو الى ربي بحفظهم من كل سوء والدموع تسيل من عيني لانه ليس باستطاعتي
القيام بشئ .
ومما
زاد الامر سوءا في ما آلت اليه الامور هو ان نصف الشعب يجدون في موتك سعادة وراحة
بالغه لكونك ذلك الارهابي الذي ينغص عليهم حياتهم انه لأمر مؤلم حقاً فعلى الرغم
من اننا ابناء بلد واحد الى اننا سمحنا بامور السياسه بالتفرقه بيننا وذلك لمجرد
انصياع الى كلام شخص لا يسعني سوى ان ارجو من الله ان ياخده او ان يهديه.
انا
حقا لا اهتم بمن سيحكم مصر ولكني لا استطيع ابدا قبول شخص يقتل في شباب واطفال
بلده بدم بارد
لان
القتل بتلك الطريقه في حد ذاته يعد أمراً غير انساني فعندما ارى أما قد فقدت ابنها او رب اسرتها وتبكي بحرقة على ما
فقدت اتمنى لو اقتل الف مرة على ان ارى ذلك الآم في عينيها اعلم باننا لسنا وحدنا
في تجربة مثل تلك المآسي ولكنني في الحقيقة اعترف باننا لم نكن نشعر ابدا بما كان
يمر به الفلسطينيون والسوريون الا عندما اصبحنا في نفس الحلقه .
انا
حقا لا اعرف متى سينتهي هذا الكابوس المؤلم ويعود شعب مصر متكالفيين متحديين من
جديد للقيام بثورة حقيقيه من جديد لكي ينقذوا ما تبقى لمصر قبل فوات الآوان
واخيرا
وليس اخراً أتمنى من الله ان يتوقف حمام الدم ذاك عما قريب وان لا افقد اي شخص
عزيز علي وارجو من اعماق قلبي أن يكتب الله لمصر الخير أينما كان